اختر اللغة   العربية English

كلية الإدارة الصناعية للنفط والغاز تنظم ورشة عمل بعنوان (الإعلام البترولي)

Published date: 05 December, 2018

ضمن برنامجها العلمي المتواصل نظمت كلية الإدارة الصناعية للنفط والغاز في جامعة البصرة للنفط والغاز ورشة عمل بعنوان (الإعلام البترولي) وذلك يوم الاثنين الثالث من كانون الأول الجاري ، وبمشاركة عدد من التدريسيين والطلبة والإعلاميين ،وحاضر في الورشة مدير قسم الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة الكاتب والإعلامي حيدر علي الاسدي ، وتطرق في الورشة الى نبذة تاريخية حول بداية مفهوم الصحافة التخصصية والصحافة الاقتصادية وصولاً الى الاعلام البترولي وبدايته في البلدان الغربية والعربية ، واوضح بان الاعلام البترولي العربي جاء كردة فعل للهجمات التي تقودها اجهزة الاعلام الغربي على البلدان العربية المصدرة للنفط حيث تميل بعض وسائل الإعلام الغربية إلى وضع السياسة النفطية العربية في إطار جيوسياسي ، وهو الامر الذي اجبر البلدان العربية المصدرة للنفط والتي احست بصعوبة الموقف وخطورة ما تقدمه وسائل الاعلام الغربية من صورة مغلوطة حول سياساتها النفطية مما اضطرها الى تكوين جهاز اعلامي بترولي، وبين المحاضر بان دول مجلس التعاون الخليجي أدركت أهمية الإعلام البترولي فأنشأت في أعقاب المؤتمر الرابع لوزراء العمل في دول الخليج العربية الذي عقد في شهر فبراير بالبحرين عام 1979 لجنة الإعلام البترولي لدول الخليج العربي، كما تحدث عن الأسس التي تستهدف النهوض بهذا النوع من الإعلام المتخصص في الدول العربية وتعزيز دوره وترسيخ مكانته، ومنها انشاء مراكز إعلامية بترولية وتوفير المعلومات الدقيقة والبيانات الكافية للإعلاميين النفطيين وإقامة الدورات تدريبية تخصصية للإعلاميين في مجال الإعلام البترولي، وضرورة الاهتمام من الكليات المتخصصة بموضوعة الاعلام البترولي وافراد دراسات وبحوث لهذا الموضوع وحث الطلبة على الخوض فيه ، وتطرق الاسدي كذلك الى الجهاز الإعلامي الحالي الذي تملكه منظمة الاوابك والذي يدير النشاط الاعلامي للمنظمة ويعمل على اصدار الكتب والدوريات والمتابعة الميدانية لشؤون الطاقة واقتصاداتها من خلال ما ينشر في الصحف العربية والعالمية، كما استعرض الباحث ملتقيات الاعلام البترولي الاربع التي اقيمت في الكويت والسعودية والامارات والذي سيقام في قطر عام 2019 واكد على ان العراق غائب تماما على موضوع الإعلامالبترولي على مستوى الصعيد العربي ، وبين الاسدي في معرض حديثه بان ابرز انجاز يحسب لدول مجلس التعاون الخليجي هو ان هناك استراتيجية الاعلام البترولي صدرت عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي 2017 وتضمنت عدة محاور مهمة وقد جاءت الاستراتيجية بناء على قرار من لجنة التعاون البترولي بدول مجلس التعاون في اجتماعها التاسع والعشرين والذي عقد في دولة الكويت بتاريخ 10 أكتوبر 2010 القاضي باعداد استراتيجية للإعلام البترولي وذلك بالتنسيق مع لجنة الاستراتيجية البترولية لدول مجلس التعاون ومستمدة منها لتتماشى وخطة البلدان المصدرة للبترول في منطقة الخليج العربي، موضحاً : للأسف غاب العراق وكان الاحرى ببلد نفطي كبير مثل العراق ان يكون ضمن هذه المنظومة لان العراق يعاني من ضعف كبير في مجال جهاز الإعلام البترولي، ولكن سياقات دول مجلس التعاون الخليجي تخرج العراق من المنظومة بفعل الاسباب الإدارية رغم انه كان بالإمكان ضم العراق لفعاليات الملتقى الذي يقام كل سنتين على الاقل للإفادة من ما يطرح في هذا الملتقى المهم على مستوى البلدان المصدرة للنفط عربياً، وتابع المحاضر: يجب ان يكون الإعلام البترولي في العراق ليس نقلا للأخبار ونشر للتقارير في الصحف والمجلات والقنوات الفضائية بل يجب ان يكون عمل منظم يشارك فيه الجميع من مؤسسات معنية بالقطاع النفطي الى اعلاميين ومسؤولين ، وبخاصة في مراحل الازمات ولاسيما ازمات انهيار اسعار النفط التي توقع البلدان واجهزة الإعلام تحت طائلة الحرج فالأمر يتطلب معالجات وايضاحات من مختصين في مجال الإعلام البترولي ، لا مجرد تغطيات سطحية هنا وهناك اذ للأسف الشديد العديد من البلدان ومنها العراق حينما تواجه الازمات تعتمد على الإعلام الشامل التقليدي لمعالجة مثل تلك الازمات مما يولد الفشل في المعالجات في احايين كثيرة لأنه في الاغلب من يناقش الازمة بعيد عن التخصص. وعن اسباب ضعف الاعلام البترولي في العراق بين الاسدي : في العراق مثلاً الصحافة النفطية تعاني نقصاً كبيراً رغم اننا بلد نفطي ومن أهم البلدان المنتجة للنفط ،ولكن بسبب قلة وعي المؤسسات النفطية بهذا النوع من الإعلام وبسبب ضعف اهتمام المؤسسات الاعلامية بتدريب كوادر تخصصية في هذا المجال وبسبب ضعف اهتمام المؤسسات الاكاديمية وبخاصة كليات الإدارة والاقتصاد والإعلام وعدم حث الطلبة على تناول هكذا مواضيع، بالإضافة الى ان العديد من الصحفيين يصاب بـ (الاريثموفوبيا) وهو الخوف من لغة الارقام كما تعاني الصحافة النفطية بالعراق من شحة المعلومات واغلب المعلومات ترد للإعلاميين من المؤسسات النفطية والتي لا يمكن ان يعول عليها بصورة كاملة لان المؤسسات تبغى ترويج بضاعتها المعلوماتية باي شكل من الاشكال وتخشى اظهار السلبيات وما تقترفه من اخطاء ، كما نفتقر في العراق الى تحويل الدراسات النفطية الاكاديمية الى واقع عملي ميداني في وسائل الإعلامولم نوسع لتلك الدراسات ولم نضع لها اي صدى في الإعلام البترولي ، ونتناسى احياناً دور جميع اطراف صناعة النفط في انتاج رسالة اعلامية مهمة لكل الاطراف. وتطرق الباحث خلال محاضرته الى التجارب المتقدمة في مجال الاعلام البترولي في الكويت والسعودية وبقية البلدان، مستعرضاً نماذج من الانشطة والفعاليات التي اقيمت بهذا الصدد ، واوضح الاسدي بان الاعلام البترولي كان حاضراً في كبرى الفضائيات عبر اعمال درامية وسينمائية ومنها فيلم ديب ووتر هورايزون الذي يتحدث حول الكارثة التي وقعت في منصة نفطية تابعة لعملاقة النفط البريطانية بريتيش بتروليوم،وفيلم سريانا هو فيلم إثارة جيوسياسي حائز على جائزة أوسكار من تأليف وإخراج ستيفن كاهان عن قضية النفط والمصالح السياسية اما على مستوى الوطن العربي فهناك المسلسل التعليمي الاول من نوعه وهو الذهب الأسود الذي يطرح قصة النفط بالكويت بشكل ترفيهي ممتع للأطفال ويبث على قناة الكويت الفضائية ، وفي ختام الورشة قدم المحاضر مقترح تأسيس رابطة الصحافة النفطية او (مركزالإعلام النفطي) في العراق وبخاصة في البصرة كبرى المدن العراقية النفطية يضم لفيف من اعلامي المؤسسات المعنية بالجانب النفطي سواء الاكاديمي او الشركات التي تقع ضمن محافظة البصرة بهدف توحيد وجهات النظر بين المؤسسات النفطية خلال الازمات وتوحيد الخطاب ووجهات النظر وبثها اعلامياً (عبر مختلف الوسائل الاعلامية) وتطوير قابليات العاملين في اقسام الاعلام للشركات والمؤسسات النفطية ليكونوا على قدر عال من المسؤولية لإيصال خطاب مؤسساتهم ونشر الوعي بالثقافة النفطية في الاوساط الثقافية والشعبية ، وشهدت الورشة مداخلات من قبل التدريسيين والطلبة والاعلاميين الذين قدموا عدة اراء ومقترحات في صلب الموضوع. وتعد هذه الورشة هي الاولى من نوعها في البصرة في مجال موضوع (الإعلام البترولي).

 

الزوار 5570213